الطفل الجااائع

الطفل الجائع

حدثني عيسى بن هشام فقال: مررت بالسوق ِ فإذا بطفل يهاجم دكان الشواء ويخطف فخذا ً مشويا ً من الشوّاية . والحكاية ليست من نسج الخيال فالطفل في التاسعة من العمر والحدث تم بعد ظهر الثلاثاء 21 / 5 / 1996 ودكان الشواء معروفة بالسويداء وشهود الحدث في صحة عقلية تامة .

يهاجم ذاك الطفل الشواية غير آبه للنار متحدياً نار الحرمان متمثلا ً رأي الإمام علي كرم الله وجهه .( كيف ينام جائعاً ولا يخرج شاهراً سيفه في وجه المنعمين). غير أن الهجوم لم يكن موفقاً ففخذ الدجاج قد طار من يده وهو راكضاً ملهوفاً مستغيثاً يلاحقه صاحب الشواء الغاضب والذي استطاع وأمام أنظار الجميع وبصفعة قوية على رقبة ذاك الطفل البائس .أن يسقط ما كان في فمه .وكما قال أحد المشاهدين قد تولدت داخل الطفل عقدة (أوه... فروج) ولن يحلم بعد الآن سوى بفروج مشوي طائر يريد أن يلتهمه مع أشقاءه بينما الأسعار تطارد والده بسام وقد وصف صديقنا الشاعر جمال زهر الدين الحدث بقصيدة طويلة نقـتـطف منها هذه الأبيات:

بدكان الشـواء يمر طـفل ٌ يغالب جوعه والجوع غالب

فيخطف فخذ ديك ٍلا خروف ٍ ولا جمل ٍ , فيتبعه المطالب

يلاحـقه ويصـفعـه كغـول ٍ فتسقط من فم الطفل المكاسب

فم ٌ يدمى فيأكـل من دمـاء ٍ ويشرب أدمعاً حمراً سواكب

مشكوره ياعسل